فتحت “ ألين محسن النفيعي طفلة الشهرين نافذة الأمل على المصراعين لأسر المفقودين فى مدينة جدة بل نحسبها مدت البساط الرحب للأقدام الراكضة والباحثة عن مفقود غال .. وقصة ألين تبدأ من نهايتها حيث ظلت أسرتها متمسكة بالأمل رغم مرور وقت ليس بالقصير على فقدها مع أحداث السيل الجارف على طريق الحرمين .. تفاصيل مثيرة عاشها والد الطفلة عندما كان عائدا وزوجته واختها ومعهم الطفلة الصغيرة الى مقر اسكانهم في الحرس الوطني ليتفاجأوا كغيرهم من ساكلي الطريق بهول المياة المتدفقة عبر جنبات طريق الحرمين امام جامعة الملك عبدالعزيز بجدة
يقول والد الطفلة في حديثة للمدينة” ان الزحام الكثيف في طريق الحرمين اثناء " سيل الاربعاء " دفعه الى اخراج زوجته واختها من السيارة التي كانوا يستقلونها لإنقاذهم والتوجه بهم الى رصيف جامعة الملك عبدالعزيز وكانت الطفلة بمعية امها وقمت بالتوجه الى السيارة في محاولة لإخراج بقية الاغراض الا ان السيل اجتاحني وحاولت الصعود على السيارة وتشبثت بإحدى السيارات الكبيرة وفي هذه الاثناء الماساوية كانت زوجته واختها ومعهم الطفلة ضحية لإنهيار رصيف وسور جامعة الملك عبدالعزيز الا ان احد الاخوة الباكستانيين قام بإنتشال الطفلة من يد والدتها وسلمها الى شخص " يمني " وتم انتشال الام واختها من براثن السيل والتوجه بهم الى اقرب نقطة نجاة ويضيف انه وبعد مرور عشر دقائق كانت من اصعب اللحظات في حياتي لم اكن اعلم شيئا عن زوجتي وابنتي وكنت في انقطاع تام عن الناس وردني اتصال من زوجتي وانا متشبث بالسيارة التي انجتني بعد الله تعالى من السيل وتقول فيه انها بخير ولكنها فقدت الطفلة. وبعد نهاية فصول هذه المأساة ولحظاتها المؤلمة يقول النفيعي انه التقى بزوجته واختها وبعد هدوء السيل توجهوا الى مقر سكنهم ولديهم قناعة تامة بأن الطفلة " توفيت واجتاحها السيل " نظرا لصغر سنها وعدم مقدرتها على التمييز وانقاذ نفسها ويضيف انه توجه بمعية زميل له للبحث عن الطفلة في ثلاجة المستشفى الا ان المسؤولين أكدوا له انه لم تردهم اي " جثة لطفلة صغيرة " وكانت اصغر جثة وردت اليهم لطفلة تبلغ من العمر " اربع سنوات ويقول كانت لدي قناعة ان ابنتي لا تزال مفقودة ولا نعلم اين القى بها السيل كنت فقط اريد معرفة مصيرها ولدي دافع شخصي واصرار من والدتها بالبحث عنها رغم اننا نرى ونسمع بالقصص المأساوية التي فقد خلالها العشرات من الضحايا .
وبعد اكثر من يومين على فقد الطلفة جاءنى اتصال “ الأمل “ يخبرنى فيه المتحدث ان الطفلة بخير وانها لدى اسرة يمينة بخير وبصحة ويطلب منه الذهاب الى الاسرة لإستلامها يقول النفيعي : لم اصدق الموقف ولم استوعب المعلومة من الفرحة العارمة التي انتابتني انا وام الطفلة والحمد لله حفظ لنا ابنتنا مؤكد انه توجه اليها لدى تلك الاسرة ووجدها بصحة ولم تتأثر بالسيل نهائيا مشيرا الى ان الام في خضم هذه الفاجعة نسيت تماما ان الفتاة تم انتشالها منها اثناء السيل من احد الاشخاص إقتنعت تماما ان الطفلة غرقت كغيرها من الحالات التي طمسها السيل.
وتوجه النفيعي امس الى مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد التويجري ليقدم له الشكر والتقدير على الجهود الكبيرة التي بذلها الدفاع المدني في انقاذ الضحايا مؤكدا انه توجه الى الدفاع المدني جاء بعد ان وجد ان هناك حالات كبيرة تم انقاذها بالطيران العمودي كان الفضل الاول والاخير لله تعالى ثم للدفاع المدني لإنقاذها اثناء السيل ووقف عليها بنفسه وقد عبر التويجري عن تهنئته للنفيعي بسلامة ابنته مؤكدا ان هذا واجب الدفاع المدني الذي تفرضه المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع